أهمية التعلم

أهمية التعلم

تميل العلاقة بين التعليم والكسب في البلدان الغنية لتتبع قاعدة بسيطة، وهي الحصول على أكبر قدر من التعليم في المراحل المبكرة من الحياة، لتجني الأرباح نتيجة ذلك لبقية حياتك المهنية، حيث تشير الأبحاث إلى أن قضاء سنة إضافية بالتعليم يرتبط مع ارتفاع يصل  إلى 8 وحتى 13% في الدخل في الساعة، وقد ظهرت آثار ترك المدرسة في سنوات مبكرة من الحياة بشكل أكثر وضوحاً في الفترة التي تلت الأزمة المالية في أمريكا، حيث تبين بأن معدل البطالة كان ينخفض ​​بشكل مطرد كلما كان الشخص أعلى مرتبة ضمن سلم التعليمي الأكاديمي.

يظن الكثيرون بأن التغير التقني لا يعمل إلا على زيادة فرص الأشخاص الحاصلين على تعلم أكاديمي أكثر من غيرهم فقط، حيث أن الوظائف التي تتكون من مهام روتينية يسهل أتمتتها بدأت بالانخفاض، وبشكل طبيعي، فإن الجانب الثاني لهذه المعادلة هو أن عدد الوظائف التي تتطلب المزيد من المهارات المعرفية بدأت بالازدياد، وعلى اعتبار أن سوق العمل يتفرع، فمن الطبيعي أن يستولي ذوو الشهادات الجامعية على الوظائف ذات الأجور الأعلى.

ولكن يبدو بأن الواقع يمكن أن يكون أكثر تعقيداً، فقد أصبحت عائدات التعليم، حتى لذوي المهارات المعالية، أقل وضوحاً، فوفقاً لمجلس الاحتياطي الاتحادي في نيويورك، فقد ارتفع متوسط ​​الأجور التي يحصل عليها العمال الأميركيون الحاصلون على درجة البكالوريوس بين عامي 1982 و 2001 بنسبة 31%، في حين أن أجور خريجي المدارس الثانوية لم تتغير، ولكن في السنوات الـ12 التي تلت ذلك، انخفضت أجور خريجي الجامعات أكثر من أقرانهم الأقل تعليماً، وفي الوقت نفسه، فإن تكاليف الرسوم الدراسة في الجامعات ارتفعت.